بحث المركز العربي للاستعداد للكوارث في الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في اجتماع افتراضي ــ عن بعد ــ مع جمعية الهلال الأحمر السوداني وجمعية الهلال الأحمر التونسي؛ آليات تنمية قدرات الاستعداد للكوارث.
افتتح أ. عبدالله الحمد المشرف على المركز الاجتماع بكلمة أكد فيها على أهمية تعزيز التواصل بين المركز والجمعيات الوطنية لتنمية قدراتها في الاستعداد للكوارث وإدارتها؛ وقال: أطلقنا مجموعة واتساب للتنسيق مع وحدات إدارة الكوارث في الجمعيات الوطنية لمناقشة تنفيذ مشاريع مشتركة؛ وبدءاً من الأسبوع القادم سنطلق ورش عمل تشاورية مع الجمعيات الوطنية للاتفاق على آليات تنفيذ هذه المشاريع؛ وتحديد نقاط القوة والضعف في عملنا؛ ونحن في المركز نساند أي خطوة تدعم إدارة الكوارث في الوطن العربي؛ وتدعم استجابة الجمعيات الوطنية في هذا الشأن.
من جهته أكد الدكتور حامد قور مدير قسم إدارة الطوارئ والاستجابة وإدارة الكوارث في جمعية الهلال الأحمر السودان؛ استعدادهم للتواصل مع المركز العربي للاستعداد للكوارث والتعاون معه ودعمه بكل ما تملك من خبرات في أداه دوره الفاعل في تنمية قدرات الجمعيات الوطنية في الاستعداد للكوارث.
وقال قور : منذ وقوع كارثة الفيضانات في يوليو الماضي استنفرنا جهودنا لتعزيز الاستجابة للتصدي لها؛ وأصبحنا في حالة طوارئ ولا زلنا نقدم المساعدات للمتأثرين بالكارثة التي أضرت بسكان المناطق القريبة للنيل؛ ونشكر الجمعيات الوطنية على وقفتهما مع الهلال الأحمر السوداني؛ فقد كان لها القدح المعلى في تقديم الدعم للجمعية في مجابهة فيضانات 2020 التي تعد الأكبر من نوعها؛ بعد كارثتي 1988 و 1966؛ وبدعم الجمعيات الوطنية العربية وغيرها من الجمعيات الصديقة؛ استطاع الهلال الأحمر السوداني أن يستجيب للكارثة التي تأثرت بها 8 ولايات بشكل كامل؛ وقد وصلتنا سلال غذائية من الهلال الأحمر الكويتي؛ ومعونات غير غذائية من جميع الجمعيات العربية وعدد من جمعيات الصليب الأحمر الصديقة ؛ وقبل 3 أسابيع وصلتنا معونات غير غذائية من مشمعات وبطاطين ونواميس تم توزيعها على 3 آلاف أسرة؛ كما وصلت مواد غير غذائية تضمنت 4 ألف بطانية و4 ألف ناموسية من الصليب الأحمر الدنماركي ؛ وسبق أن وجهنا نداء إنسانياً للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بأن يرسل لنا 12 مليون فرنك سويسري ولم يرسل إلا مليوني فرنك سويسري فقط.
وقال أ. الحمد : سنقوم قريباً بزيارة إلى جمعية الهلال الأحمر السوداني خاصة أنها في حاجة لمزيد من التكاتف والدعم سواء اللوجستي أو التقني أو رصد الاحتياج بشكل حقيقي ورفعه إلى الجمعيات الوطنية من أجل تعزيز الاستجابة وهذا هو دور الأمانة العامة للمنظمة العربية بشكل أساسي؛ ودور المركز العربي للاستعداد للكوارث في التنسيق مع وحدات وإدارات الكوارث ؛ وبما أن الجمعية تمر بمرحلة تغييرات على مستوى طاقم العمل الإداري؛ فإن ذلك سيكون له أثرة على استجابة الجمعية؛ هل أثرت هذه التغييرات الإدارية على عمل المتطوعين وسببت إعاقة للاستجابة؟
وعلق د. حامد: نرحب بكم في السودان؛ وسيربط تواصلكم معنا الجمعية بالمركز العربي للاستعداد للكوارث؛ أما بخصوص سؤالكم عن المتطوعين فإنهم أهم شريحة في العمل التطوعي الإنساني في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ وهم ركيزة أساسية لعملنا؛ ما يؤكد أنهم رقم لا يمكن تجاوزه؛ صحيح أن الجمعية تمر بمشكلات وهي تحت إدارة جديدة تتمثل في لجنة التسيير واللجنة المركزية؛ ولكن هذه التغييرات لم تؤثر على توزيع المساعدات؛ ولكنها أثرت على عملية تسجيل المتطوعين ومنحهم البطاقات.
من جهته أكد د. منير الجليطي مدير طب الكوارث في الهلال الأحمر التونسي أهمية المركز العربي للاستعداد للكوارث في إدارة أي كارثة تقع ــ لا قدر الله ــ في أي بلد من بلدان الوطن العربي؛ وقال : إذا نجحنا في دعم هذا المركز وإنشاء مراكز مشابهة له في الجمعيات الوطنية يمكن أن يكون ثورة فعلية في إطار التكاتف والتعاون والتضامن بين الدول العربية؛ مضيفاً أن كل خطة لمجابهة الكوارث لا بد أن تستجيب فعلياً ومنطقياً على الأقل لـ 4 ضوابط هي التنبؤ وسرعة التفاعل والتدخل الناجع وملاءمة الاستجابة للاحتياجات الفعلية للمصابين أو ضحايا الكوارث؛ ومثال لذلك ما حصل في لبنان حيث كانت هناك استجابة إنسانية رائعة وراقية؛ ولكن كانت هناك بعض الإشكاليات في نوعية الاستجابة؛ ما يؤكد أهمية التنسيق بين الجمعيات الوطنية؛ خاصة أنها كلها غير متكافئة في مستوى الإمكانيات؛ ما يحتم أن تساعد الجمعيات ذات الإمكانيات الجيدة الجمعيات الضعيفة التي لا تسمح إمكانياتها بإنشاء منظومة لمواجهة الكوارث؛ ونحن في تونس بدأنا في إعداد دراسة من أجل توحيد مناهج وطرق التعامل مع الكوارث؛ ونفكر في تأسيس مركز مغاربي يضم على الأقل تونس والجزائر والمغرب؛ وسيكون نموذجياً في الإمكانيات لمجابهة الكوارث وتدريب المتطوعين؛ وفكرة المركز المغاربي يمكن الاستفادة منها في المركز العربي للاستعداد للكوارث؛ ونؤكد استعدادنا التام لدعم هذا المركز من قبل جمعية الهلال الأحمر التونسي.
وقال أ. حسن الأديب مساعد المشرف على المركز العربي للاستعداد للكوارث: تم إنشاء المركز لخدمة الجمعيات الوطنية؛ ونحن مهتمون بتعزيز التواصل مع الادارات المعنية في الجمعيات الوطنية سواء من خلال مجموعة الواتساب أو الإيميل أو منصة المركز؛ وبالطبع سيكون التعاون وثيقاً فيما بيننا ونحن مستعدون لتلقي أي ملاحظات أو مقترحات لتطوير آليات الاستعداد للكوارث وإدارتها ؛ وتم تأسيس المركز ليكون في المستقبل القريب نقطة ارتكاز للجمعيات الوطنية في مجال التنبؤ بالكوارث وتبادل المعلومات وبناء قدرات الجمعيات الوطنية.