تدمير ١٠٠ الف منزل ووفاة واصابة ١٤٧ شخصا ونفوق ٥٤٨٢ من الماشية بالسيول
لأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (ARCO) نداء إنسانياً عاجلا لمكوناتها من هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ومختلف المنظمات والهيئات العاملة في المجال الإنساني والمانحين لتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة للمتضررين من الفيضانات والسيول في السودان، وتأمين المأوى للمشردين الذين أصبحوا بلا مأوي يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعد أن تم تدمير منازلهم بسبب الفيضانات والسيول.
وأكدت المنظمة في نداء إنساني أصدرته عقب تلقيها تقارير من جمعية الهلال الأحمر السوداني SRCS (عضو المنظمة) تفيد بوقوع أضرار كثيرة في البلاد بسبب الفيضانات والسيول؛ ضرورة الإستجابة الإنسانية لتأمين المساعدات المطلوبة للمتضررين.
وشدّد أمين عام المنظمة العربية الدكتور صالح بن حمد التويجري على اهمية تامين احتياجات آلاف المتضررين من الفيضانات في مختلف ولايات السودان بعد أن تم إعلانه منطقة كوارث؛ تحتاج لمضاعفة الحراك الإنساني العاجل.
وأكد “التويجري” على ضرورة التفاعل الإنساني مع المتضررين؛ خاصة أنهم في حاجة ماسة لخدمات الصرف الصحي والمساعدات الغذائية والإغاثية والمأوى بعد أن أصبحوا ينامون في الشوارع بعد أن تدمرت منازلهم؛ إضافة لحاجتهم للأدوية واللوازم الطبية في ظل وجود مخاوف من زيادة معدل الإصابة بكورونا وتفشي مرض الملاريا وأمراض أخرى بسبب تجمع الناس في أماكن مزدحمة؛ ومياه الفيضانات التي غمرت العديد من الأحياء وداهمت المنازل؛ مشيراً إلى أن بعضهم اضطروا للجوء إلى المدارس القريبة التي لم تلحق بها أضرار لحماية أنفسهم وأطفالهم من السيول.
وكشف تقرير تراكمي لأضرار خريف العام ٢٠٢٠ صادر عن جمعية الهلال الأحمر السوداني أن الفيضانات أودت بحياة ١٠١ شخصا وأصابت ٤٦ آخرين والحقت تدميرا كليا وجزئيا ب ٦٤٩٩٧ منزلا و١٧٩ مرفقا عاما و٣٥٤ متجرا ومخزنا واتلفت أراض زراعية بمساحة ٤٠٥٨ فدان وتسببت في نفوق ٥٤٨٢ من الماشية و٥٩ من الدواجن في ولايات ام درمان وجبل أولياء وكرري والخرطوم بحري.
وجاء في التقرير أن العاصمة الخرطوم شهدت خلال الفترة من ٤ أغسطس حتى ٦ سبتمبر ٢٠٢٠ تدمير كلي وجزئي ل ١٠٠٤٨ منزلا وإتلاف ٧٠٣١ دورة مياه.
وبينت جمعية الهلال الأحمر السوداني أن فرق التطوع تباشر عملها على مدار الساعة لتقديم المساعدات للمتضررين؛ حيث يعمل ٥٠ متطوع في ام درمان و٨٠ جبل أولياء و٥٠ كرري و٢٠ الخرطوم و٤٥ الخرطوم بحري و٢٥ شارع النيل؛ وفي العاصمة الخرطوم عمل ٢٤٥ متطوعًا خلال الفترة من ٣١ أغسطس حتى ٤ سبتمبر ٢٠٢٠؛ و٥٧٠ متطوعًا خلال الفترة من ٤ إلى ٦ سبتمبر ٢٠٢٠.
وكان مجلس الأمن والدفاع قد أعلن في اجتماع عقده يوم الجمعة الماضي حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر؛ واعتبر السودان منطقة كوارث طبيعية؛ وقرر تشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات لخريف 2020 برئاسة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وعضوية كل الوزارات والولايات والجهات ذات الاختصاص لتنسيق وتوظيف الموارد وتكامل الأدوار المحلية والإقليمية والعالمية.
وقالت معالي وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية الأستاذة لينا الشيخ عقب الاجتماع أن المجلس أعلن حالة الطوارئ بعد اطلاعه على تقارير متعلقة بفيضانات هذا العام ووقوفه على حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية التي أسفرت عن تأثر 16 ولاية من ولايات السودان وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل؛ حيث تجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين 1988 و1946؛ مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.