التويجري: كارثة فيضانات السودان لم تنته .. وتوقعات بهطول أمطار
البرجس: التكاتف مطلوب لإعادة بناء منازل المشردين
أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور/ صالح بن حمد التويجري أن كارثة فيضانات السودان لم تنته بعد في ظل وجود مؤشرات بهطول أمطار غزيرة؛ مشيراً إلى أهمية مواصلة الحراك الإنساني العربي والإقليمي والدولي لمساعدة المتضررين. وقال “د. التويجري” في اجتماع ــ عن بعد ــ نظمته الأمانة العامة للمنظمة مع هيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية لتعزيز الاستجابة وتقديم المساعدات العاجلة للسودان بعد كارثة الفيضانات: أن المأساة غير مسبوقة تأثرت بها أعداد كبيرة وتسبّبت في خسائر في الأرواح والممتلكات والاقتصاد؛ ودمرت مرافق عامة وممتلكات خاصة بدرجة أكبر مما يستطيع السودان الشقيق في ظروفه الحالية من أن يتحملها
وكان الأمين العام للمنظمة العربية قد افتتح الاجتماع بكلمة رحب فيها بالمشاركين في اللقاء لمناقشة ما تعرض له السودان الشقيق من كارثة مؤلمة راح ضحيتها العديد من الأنفس وتدمرت بسببها العديد من المنازل وتشرد كثير من أهلنا في السودان؛ وتأثرت كذلك البنية التحتية من طرق وجسور وبعض المرافق العامة؛ وقال: في الوقت الذي أرحب فيه بكم جميعاً أشيد بمشاركتكم في هذا الاجتماع وتفاعلكم مع هذه الكارثة لنصرة ونجدة الشعب السوداني؛ فقد كان تفاعل الجمعيات الوطنية العربية رائعاً؛ حيث لمسنا تفاعل جمعيات الهلال الأحمر الكويتي والإماراتي والقطري والمصري وغيرها من الجمعيات الوطنية مع هذه الكارثة؛ وبذلت جمعية الهلال الأحمر السوداني جهوداً عظيمة وقدمت ما تتطلبه المرحلة من نصرة ومساعدة المتضررين.
وأضاف قبل أسبوع تم عقد اجتماع مع جامعة الدول العربية بمشاركة المنظمة العربية والعديد من المؤسسات الإغاثية الحكومية في الوطن العربي؛ وشهد استجابة كبيرة للكارثة من الحكومات والمؤسسات الإغاثية إلى جانب الاستجابة الآنية من عدد من الدول والجمعيات الوطنية العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر؛ وأثناء هذا الاجتماع قدمت المنظمة العربية عرضا متكاملاً عن الوضع في السودان بعد كارثة الفيضانات للحكومات والمؤسسات الإغاثية في الوطن العربي؛ وقد وجهت الأمانة العامة للمنظمة نداء إلى الهيئات والجمعيات الوطنية العربية ؛ وإلى المؤسسات الإقليمية الحكومية؛ وإلى المانحين وفي انتظار استجابتهم.
وأشاد أمين عام المنظمة العربية بجهود الهلال الأحمر السوداني في هذه الظروف الصعبة وتفاعله مع الاحتياج الضخم الذي لا يتناسب مع إمكانيات الهلال السوداني؛ لافتاً إلى أن حجم الكارثة يفوق قدرة أي دولة للاستجابة بشكل سريع وكافي .
من جهتها قالت مها البرجس أمين عام جمعية الهلال الأحمر الكويتي : الوضع في السودان صعب للغاية والاحتياجات كبيرة؛ وتسابقت أغلب الجمعيات الوطنية في تقديم الدعم؛ وأرسلت الكويت 3 طائرات محملة بالمواد الإغاثية والأدوية والخيام والبطاطين؛ وكل ما تم تقديمه للمتضررين لا يخرج عن كونه إغاثة سريعة؛ والسودان يحتاج إلى عملية تنمية بمعنى إعادة بناء المنازل والمستشفيات؛ لا بد من أن نتكاتف حيث أن الاحتياجات كبيرة وأعداد النازحين والمشردين متزايدة؛ لذا لا بد أن يكون لنا عملاً متوازياً مع هذا الوضع وذلك بإعادة بناء المنازل التي شُيدت أغلبها من الطين؛ ونتمنى أن نتكاتف كجمعيات وطنية وكحركة دولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من أجل بناء هذه المنازل؛ ولتكون البداية بألف منزل على جانبي ضفة نهر النيل؛ حيث هناك أكثر من 100 ألف منزل تدمرت بالفيضانات؛ ما جعل نحو مليون شخص في عداد المشردين؛ كذلك القطاع الصحي في السودان سيئ للغاية؛ وهو في حاجة لإعادة ترميم مستشفياته وبناء مستشفيات جديدة وتزويدها بالأجهزة والمعدات الطبية؛ وقد طرحت على الهلال السوداني فكرة جمع تبرعات سريعة لتشييد المنازل والمستشفيات المدمرة؛ وتأتي كارثة فيضانات السودان إلى جانب التزامنا بأوضاع إنسانية في مواطن أخرى في إقليمنا العربي ” فلسطين؛ لبنان؛ سوريا؛ جيبوتي؛ الصومال وموريتانيا؛ حيث أننا في منطقة تئن بالألم والمآسي فلنبدأ بالسودان.
وعقب الدكتور صالح قائلاً: التعامل مع الكارثة يكون على 3 مراحل اسعاف وانقاذ المتضررين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم؛ وإعادة مرافق الخدمات الأساسية الطبية والصحية والتعليمية؛ وتأمين خدمات الاصحاح البيئي والمواد المبيدة لناقلات الأمراض في ظل توقعات بتفشي أمراض مثل الملاريا والبلهارسيا واللشمانيا؛ وتزايد حالات الاصابة بكورونا بسبب التجمعات الكبيرة للسكان في أماكن ضيقة؛ ونؤيد مقترح السيدة مها ونعضده ونعمل مع الهلال الأحمر الكويتي وكل الراغبين في العمل معنا من أجل إعادة التأهيل بعد انتهاء فترتي الاسعاف والانقاذ السريع وتوفير متطلبات الحد الأدنى من الحياة الكريمة للمتضررين وكذلك الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للمحافظة على صحة المواطن السوداني؛ ثم العمل على إعادة التأهيل للمناطق بجهودنا وجهود الجميع بمشاركة الحكومات بما لديها من إمكانيات؛ والسودان لديه أصدقاء يقدمون له الدعم اللازم.
أما عبيد رحمة البلوشي أمين جمعية الهلال الأحمر الإماراتي فقال: نؤكد للشعب السوداني الشقيق بأننا معه قلباً وقالباً؛ وفور توجيهات حكومتنا بمساعدة السودان أقلعت إلى الخرطوم طائرتين محملتين بـ 100 طن مساعدات؛ والطائرة الثالثة ستقلع بعد 3 ايام؛ ولدينا وفد موجود في السودان يقوم بشراء مواد متوفرة هناك ؛ وأطلقنا حملة تبرعات للمتضررين؛ وأرسلنا معدات طبية ؛ ودعمنا للسودان الشقيق لن يتوقف؛ وبعد الإغاثة سيتم تعمير ما تضرر من بنية تحتية من منازل وغيرها.
وثمّن الدكتور صالح ما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة من دعم وقال : دولة الإمارات حكومة وشعباً وهيئة هلال أحمر نرى بصماتها ناصعة ومؤثرة في المجال الإنساني؛ وكذلك استجابتها لكارثة الفيضانات بالسودان؛ مضيفاً بدعم الجمعيات الوطنية والحكومات العربية تم تقليص آثار الكثير من الأضرار؛ حيث تم توفير الدواء والغذاء والمأوى والخدمات الأساسية لعدد من المشردين بسبب الكارثة التي لم تنته بعد في ظل وجود توقعات بهطول أمطار غزيرة ونتمنى أن تنحسر الكارثة.
من جهته قال محمد عبدالستار أمين جمعية الهلال الأحمر العراقي: أرسلت العراق طائرة عسكرية محملة بالسلال الغذائية والمعدات الصحية والاسعافات الأولية؛ وتم التنسيق مع وزارة الموارد المائية في السودان لإرسال فرق إنقاذ عراقية كون العراق تمتلك خبرة في إنقاذ المتضررين من الفيضانات.
وأشاد الدكتور صالح بمساعدة العراق للأشقاء العرب؛ واستجابته للبنان في كارثة انفجار مرفأ بيروت وللسودان في كارثة الفيضانات.
من جانبه قال الدكتور حامد قور من جمعية الهلال الأحمر السوداني فرع النيل : إن كل فرق الجمعية مشغولون بالكارثة؛ بعضها منتشرة في الميدان لرصد الأضرار؛ وأخرى تعمل على توزيع المساعدات على المتضررين فور وصولها إلى مطار الخرطوم؛ وأخرى في اجتماعات متواصلة مع الجهات الحكومية؛ وهناك غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة من أجل انقاذ الوضع؛ مضيفاً ما نحتاجه حالياً هو المواد غير الغذائية من بطاطين وخيام لحماية المتضررين من البعوض والحشرات الناقلة للملاريا وأمراض أخرى.
وثمّن أمين عام المنظمة العربية الجهود الكبيرة للهلال الأحمر السوداني في انقاذ المصابين والمتضررين من الكارثة وتوزيع المساعدات؛ وقال : جمعية الهلال الأحمر السوداني تعمل بمثابة الوكالة الرائدة ؛ حيث أنه حسب اتفاقية اشبيليا أن جميع من يعمل من جمعياتنا يعمل تحت مظلة الوكالة الرائدة وهي الهلال السوداني.
وأختتم د. التويجري قائلا: أشكركم جميعاً على المشاركة في هذا الاجتماع القيم الذي نرجو من العلي القدير أن ينفع به ضحايا هذه الكارثة الإنسانية وأن يرحم من قضوا فها وأن يعين إخواننا في الهلال الأحمر السوداني وأن يشد عضدهم مع اخوانهم في جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية التي تقف معهم في هذه الظروف الصعبة؛ وأن يحفظ السودان الشقيق وأهله وأن يحفظكم جميعاً من كل شر ونراكم دائما على درب الخير والنماء.
من جانيه قدم المشرف على المركز العربي للاستعداد للكوارث أ. عبدالله الحمد عرضا كاملاً للتقارير الصادرة عن المركز بخصوص كارثة فيضانات السودان؛ وقال: في ظل ما تشهده بعض دول الوطن العربي من كوارث يعمل المركز على متابعتها؛ ويرصد من خلال تقاريره حالياً الوضع الراهن في جمهورية السودان بعد كارثة الفيضانات وما ألحقته من أضرار في البنية التحتية في عدة ولايات؛ كما يرصد الحراك الإنساني للجمعيات الوطنية لمساعدة المتضررين وسرعة استجابتها لهذه الكارثة وغيرها من الكوارث خصوصاً في الوطن العربي.
وأضاف أ. الحمد كارثة الفيضانات في السودان لم تنته في ظل وجود توقعات بموجة أمطار قادمة بمشيئة الله إلى شرق السودان وغربه وجنوبه وفي الدول المجاورة له ومنها أثيوبيا؛ وقد تم رصد التوقعات بالحالة المطرية القادمة.
وأستطرد: في التقرير الرابع للمركز ويمثل أهمية كبيرة للمنظمات المستجيبة ولزملائنا في الهلال الأحمر السوداني الذين كان لهم دور كبير في الاستجابة السريعة والتعامل مع الكارثة؛ وفي التقرير الأول رصدنا خطة الطوارئ المعلنة لمدة 3 أشهر للتعامل مع هذه الكارثة؛ وقدمنا معلومات تفصيلية حول الكارثة؛ حيث تبين لنا بعد دراسة المركز للمناطق المأهولة بالسكان أن أكثر من مليونين و600 نسمة مهددين بالكارثة؛ كما رصدنا في التقرير الأول الاحتياجات الأساسية وتتمثل في خيام الإيواء والإغاثة وما يتعلق بالصحة والدعم النفسي؛ ورصدنا الجمعيات الوطنية المستجيبة وهي الهلال السوداني والهلال القطري الذي قدم مساعدات وكذلك الهلال الإماراتي 100 طن مواد غذائية وأغطية وخيام ونفذ حملة تبرعات مع الجالية السودانية؛ وقدم الهلال الكويتي 200 ألف دولار أمركي؛ وقدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ما يقارب 90 طن من المواد الإغاثية؛ وقدمت جمهورية مصر مساعدات إغاثية.
وأستطرد قائلا: في التقرير الثاني أجرينا تحديثاً لحجم الأضرار في ولايات السودان؛ ورفعت المنظمة نداء إنسانياً لتعزيز الاستجابة للكارثة واستجابت عدد من الجمعيات الوطنية وعدد من شركائنا ومنظمات أخرى.
يذكر أنه حضر الاجتماع كل من الدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني؛ وجورج كتاني أمين عام جمعية الصليب الأحمر اللبناني؛ والسيدة / مها البرجس أمين جمعية الهلال الأحمر الكويتي؛ وعلي صالح رئيس جمعية الهلال الأحمر في جزر القمر؛ ومحمد عبد الستار أمين عام جمعية الهلال الأحمر العراقي؛ ومحمد البنوني مدير مكتب رئيس جمعية الهلال الأحمر الليبي ؛ وخالد جودة نائب رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني؛ والدكتور حامد قور من الهلال الأحمر السوداني؛ ومبارك العادي أمين عام جمعية الهلال الأحمر البحريني بالإنابة؛ وعبدالعزيز الدعجاني من هيئة الهلال الأحمر السعودي وآخرون من ممثلي الجمعيات الوطنية.
توصيات الاجتماع:
ــ تقسيم العمل على 3 مراحل هي الإغاثة العاجلة وإيواء المشردين وتقديم المساعدات الغذائية والطبية؛ إعادة الخدمات الأساسية؛ إعادة التأهيل والإعمار.
ــ تكاتف الجمعيات الوطنية بالبدء بتشييد المنازل المدمرة من أجل إيواء المشردين والنازحين بسبب الفيضانات.
ــ عند إعادة الإعمار الأخذ في الاعتبار عدم بناء المنازل في مجرى السيول.
ــ منع تشييد المنازل على ضفاف نهر النيل؛ إلا إذا تم تشييدها وفق المواصفات المطلوبة.
ــ التركيز في هذه الأيام على تقديم المساعدات غير الغذائية من خيام للمتضررين ومبيدات حشرية للقضاء على البعوض ونواقل الأمراض.