طقس العرب – مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف يبدأ موسم الحرائق الذي يلتهم غابات لبنان الخضراء للسنة الثانية على التوالي، حيث اندلع حريق ظهر الثلاثاء، بغابة في بطرماز قضاء الضنية شمالي لبنان، انتشر لثلاث نقاط في الغابة، وتم إخماده والسيطرة عليه بجهود مضنية، بعد أن التهم الحريق مساحاتٍ حرجية واسعة.
فيما اندلع حريق آخر في الرابع من يونيو الحالي في غابة بقضاء بعبدا، إلا أن القوى المحلية وأهالي المنطقة تمكنوا من إخماده بسبب توافر الأدوات اللازمة لإطفاء الحرائق لديهم.
وتوجه وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، صباح الأربعاء، إلى موقع الحريق الذي باشرت طوّافات الجيش اللبناني المشاركة في إخماده، بعدما تعذّر تدخّلها يوم الثلاثاء بسبب الضباب الكثيف، كما تعذّر وصول آليات الدفاع المدني.
وأكّد وزير البيئة ناصر ياسين، أنّ “الحريق امتدّ على مساحة جبل بطرماز بالكامل، والذي يُعدّ من الغابات الكثيفة الغنيّة بأحراج الصنوبر البرّي”.
ولفت ياسين إلى أنّه “لا يمكن تحديد حجم الأضرار إلا بعد انحسار الحريق”، ودعا إلى “تحقيقٍ جدّي لمحاسبة الفاعلين في حال كان الحريق مفتعلاً. ليست المرة الأولى التي يحصل فيها حريق في هذه الغابة، ففي عام 2013 اندلع حريق كبير، وتكرّرت حرائق أصغر خلال السنوات الماضية”.
من جهته، كشف الناشط البيئي بول أبي راشد، أنّ “جبل بطرماز- السفيرة معروف بأنّه أكبر غابة صنوبر برّي في الشرق الأوسط، وهو يضمّ أشجار سنديان وشربين ونباتات طبية وبرية، ولا تتوفر معطيات دقيقة بعد عن المساحة المتضرّرة”.
وقال أبي راشد محذّراً: “وصلنا إلى الخط الأحمر عالميّاً في قضيّة تغيّر المناخ، وخسارة كلّ شجرة تنعكس سلباً على التوازن المناخي العالمي، ولن يقتصر التأثير على المناخ والمياه ونوعية الهواء، وإنّما سيطاول المحيط، فكلّما خفّت الغابات وزاد انجراف التربة، يقل تخزين المياه، وينعكس ذلك على المياه المتدفّقة من لبنان باتجاه سورية والأردن”.
وأفادت وزارتا الزراعة والبيئة بأنّهما ستطلبان من القضاء والأجهزة الأمنية “التحقيق في أسباب الحريق، والتشدّد في العقوبات إذا ما تمّ اكتشاف أنّه مفتعل”، وهو ما يرجحه حاتم الفحل من فريق درب عكار، بأن يكون الحريق “مفتعلا” خصوصاً بعد رؤية صور الحريق، والتي تدلّ على أن هناك ثلاث نقاط متفرقة في الغابة نفسها اشتعلت فيها النيران، ما يؤكد أن الحريق مقصود كالحرائق التي حصلت في السنوات الماضية، وشدد الفحل على وجوب معاقبة الفاعلين هذه المرة لردع الأشرار عن العبث ومد اليد على ما تبقى من مساحات من غابات لبنان الخضراء،
وتكشف دراسة أعدّها وزارة البيئة اللبنانية وجامعة البلمند، مساحات أراضي وغابات لبنان الخضراء التي قضت عليها الحرائق، حيث بلغت مساحة الأراضي المحروقة 2838 هكتار في عام 2021 منها 2100 هكتار من مساحة الغابات الخضراء في البلاد، و215 هكتار أراضي زراعية و1631 أراضي ذات التنوع البيئي حسب الدراسة.