أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ أن إطلاق الأمانة العامة للمنظمة المركز العربي للاستعداد للكوارث والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني يأتي في إطار اهتمام المنظمة بتعزيز تبادل الخبرات والاستشارات فيما بين المركزين والهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لتنمية قدراتها في التصدي لحالات الطوارئ والكوارث وخدمة القضايا الإنسانية.
وشدّد في كلمة لدى افتتاح الاجتماع الذي تم عن بعد لرؤساء وأمناء الهيئات والجمعيات الوطنية العربية20 يوليو 2020 ؛ على ضرورة التكامل والتنسيق بين الأمانة العامة للمنظمة والهيئات والجمعيات الوطنية.
وأضاف في منطقتنا العربية جمعيات كبيرة وقوية وغنية؛ وأخرى إمكانياتها المادية ضعيفة في حاجة إلى دعم؛ لذا لا بد من العمل لبناء قدراتها كأولوية أساسية؛ ومن خلال مركز الاستعداد للكوارث سنتعرف على إمكانيات الجمعيات من أجل السعي لبناء قدرات الضعيفة والمحتاجة منها.
وقال : إن للكوارث بعد وقوعها أثر على الضحايا فيفقدون شئياً من حقوقهم في المعاملة الإنسانية؛ ولكون مبادئ القانون الدولي الإنساني بمواده المدرجة في الاتفاقيات المحددة هي الأساس الإنساني لكرامتهم ومنحهم حقهم في الحياة الكريمة؛ الأمر الذي دفع الأمانة العامة للمنظمة لإنشاء مركزاً عربياً للقانون الدولي الإنساني في مقرها بالرياض وتم تعزيزه بمكتبة رقمية وورقية تضم أمهات الكتب في القانون الدولي الإنساني بأكثر من لغة “العربية والإنجليزية والفرنسية”.
وأضاف نعيش في منطقة مضطربة تشهد صراعات مسلحة في أكثر من دولة من دولنا؛ ويوجد لدينا وبكل أسف أكبر عدد من اللاجئين والنازحين؛ والقانون الدولي الإنساني هو خط الدفاع عن المستضعفين؛ والمسؤولية كبيرة يجب أن نهتم بها نحن ولا نتركها لغيرنا؛ نعم نرحب بعناية غيرنا بالقضايا التي تحدث في منطقتنا؛ ولكن يجب أن يكون لدينا دور من خلال المركز العربي للقانون الدولي الإنساني خاصة أنه يضم مجموعة من المستشارين القانونيين من الجمعيات الوطنية.
وأستطرد قائلاً: أسست الأمانة العامة للمنظمة المركز العربي للاستعداد للكوارث وأصبح شبه كامل من حيث الربط الإلكتروني والبرامج التقنية وأجهزة العرض والمتابعة وتم استقطاب عدد من المتطوعين من الجنسين لإدارة أعمال هذا المركز؛ ومنذ تشغيله خلال الربع الأخير من عام 2019 كان له دور مؤثر في رصد ومتابعة عدد من الحالات المناخية الطارئة مثل إعصار هيكا الذي كان متوجهاً نحو سلطنة عمان واعصار كيارومها الذي كان متوجهاً نحو شرق بحر العرب والزلزال الذي ضرب الجزائر وكان مركزه ولاية جيجل؛ حيث تم إعطاء اشعارات للجمعيات الوطنية العربية التي ربما تتعرض بلدانها لمثل هذه الكوارث.
وعقب ذلك قدم الأستاذ عبدالله الحمد المشرف على المركز العربي للاستعداد للكوارث شرحاً وافياً عن المركز؛ مشيراً إلى أن من ضمن أهدافه رصد الكوارث والأزمات في المنطقة العربية؛ ودعم مراكز الاستعداد للكوارث في الهيئات والجمعيات الوطنية.
ثم قدم الدكتور محمد النادي المشرف على المركز العربي للقانون الدولي الإنساني عرضاً عن المركز؛ موضحاً أن من أهدافه رفع كفاءة منتسبي الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في ما يخص المعرفة بالقانون الدولي الإنساني؛ ورصد تحديات تنفيذ القانون الدولي الإنساني.
بعد ذلك فتح الحوار الذي بدأ بمداخلة للدكتور رامي الناظر أمين عام الهلال الأحمر المصري المكلف؛ تساءل : هل خمسة أيام كافية لتوفير مراكز لإدارة الكوارث في الجمعيات الوطنية التي لا تمتلك هذه المراكز؛ خاصة وأن تحقيق هذا الهدف يتطلب إعداد الكوادر البشرية وإعادة البنية التحتية في الجمعيات ؟ كما تساءل: ما هو نوع التأمين الخاص بنظام إدارة المعلومات في الجمعيات الوطنية؟
وعقب الحمد مؤكداً بأن الـ 5 أيام لا تكفي؛ لكننا نعول كثيراً على فاعلية النظام الموجود لدينا في المركز؛ والتأهيل المستمر للكفاءات بتعاون الجمعيات الوطنية. أما فيما يتعلق بتأمين المعلومات فإننا نتعامل مع بيانات باستخدام نظام تشفير؛ كما أن الجمعية الوطنية هي التي تحدد مستوى نوعية المعلومات ؛ مع ملاحظة أن هناك معلومات عامة متاحة للجميع يمكن الاستفادة منها.ن أن
وهنأ الدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الأمانة العامة للمنظمة بافتتاح هذين المركزين المهمين في العمل الإنساني العربي المشترك والعمل الإنساني بشكل عام؛ وقال : نحن في مرحلة من أهم المراحل التي نحتاج فيها لمثل هذين المركزين، ونحن حددنا إثنين من المختصين في الدعم التقني بجمعية الهلال الفلسطيني ليتواصلا مع المركزين.
من جهته أكد الدكتور ياسين المعموري رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقي أهمية مبادرة الأمانة العامة للمنظمة بافتتاح مركز للاستعداد للكوارث وآخر للقانون الدولي الإنساني؛ وقال : أتمنى أن يكون هناك معهد أو مركز عربي للتدريب من أجل أن تكون اللغة مشتركة بين جميع الجمعيات الوطنية في مجالي الاستجابة للكوارث والقانون الدولي الإنساني؛ ويجب أن تكون لمنسوبي الجمعيات الوطنية لغة واحدة وأعني بذلك أن يكون هناك انسجام بين بعضها البعض في التفكير وعمليات التهيؤ والاستجابة؛ وهذا لا يتحقق إلا من خلال برنامج عمل تدريبي ومركز تدريب لديه منهج محدد ؛ وينطبق التدريب على قضية القانون الدولي الإنساني؛ ومن خلال المركز العربي للقانون الدولي الإنساني يمكن تعميق ثقافة القانون الدولي الإنساني في بعض الجمعيات الوطنية ؛ ويمكن أن تكون لدى المركز قدرة وصلاحية في تشخيص الانتهاكات الخاصة بالقانون الدولي الإنساني.
أما يوسف المعراج مدير ادارة الكوارث والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الكويتي فقد هنأ الأمانة العامة للمنظمة العربية بافتتاح المركزين؛ وقال: أشكر القائمين على المركزين وأثمن جهودهم الطيبة في إنشائهما؛ ونحن على استعداد للتعاون معهم في الدورات التدريبية من على البعد؛ مضيفاً أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي سترشح ضابطي اتصال للتواصل مع المركزين.