أبوظبي (وام، وكالات)
عبرت دولة الإمارات عن تضامنها مع جمهورية أرض الصومال إزاء الحريق الذي اندلع في سوق العاصمة هرغيسا، وأسفر عن عشرات الإصابات وخسائر مادية جسيمة. وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، عن وقوفها إلى جانب حكومة أرض الصومال وشعبها في هذا الحادث الأليم، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.
ذكرت السلطات اليوم، أن حريقاً هائلاً دمر نحو 520 متجراً ومخزناً ومكتباً في سوق للجملة في منطقة أرض الصومال. واجتاح الحريق سوق «واهين» المترامي الأطراف في العاصمة هرجيسا، مساء أمس، وامتد في النهاية لمسافة 5 كيلومترات. ووصف عبد الكريم أحمد موجي، عمدة هرغيسا، الحريق بأنه الأسوأ الذي تشهده أرض الصومال.
وأدى اندلاع حريق هائل في السوق المركزية بمدينة هرغيسا في أرض الصومال، في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة الماضي، إلى دمار 520 متجراً، وإصابة أكثر من عشرين شخصاً، حسبما أعلن مسؤولون يوم السبت.
وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تصاعد النار والدخان ليلا في سماء المدينة، وهي عاصمة منطقة أرض الصومال.
ولم يعرف سبب الحريق الذي نشب في سوق واهين المترامية، والتي تعتبر شريان الحياة للمدينة، وتضم نحو ألفين من المتاجر وأكشاك البيع.
ووجه مسؤولون نداءات عاجلة للمساعدة في الخروج من الكارثة، ومن المؤكد أنها ستلحق مزيداً من المعاناة بآلاف آخرين في هذه المدينة الصحراوية الفقيرة.
وأكد رئيس بلدية هرجيسا عبدالكريم أحمد موجي للصحافيين، في موقع الحريق، أن «البلدة لم تشهد مثل هذه الكارثة الكبيرة».
وأضاف: «هذا المكان كان المركز الاقتصادي لهرغيسا، ورغم أن عناصر الإطفاء بذلوا كل ما بوسعهم لإخماد الحريق، إلا أن السوق دُمرت». ورأى أنه كان بالإمكان السيطرة على الحريق قبل أن يتسبب بهذا الدمار الكبير، لكن فرق الإطفاء واجهت مشكلات في الوصول إلى المكان.
وتكتظ السوق بمحال وأكشاك عشوائية، وتتقاطع فيها الممرات الضيقة. وأظهرت صور التقطت بعد الحادث في حي واهين مباني محترقة وسوداء محطمة النوافذ، وبعضها كان لا يزال مشتعلاً.
وأعرب قادة عدة دول، بما في ذلك بريطانيا، عن صدمتهم وتعاطفهم بشأن الكارثة. وقال مكتب الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد المعروف، باسم فارماجو، أن الأخير أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي، لمناقشة الأضرار التي سببها الحريق.
وقال رئيس جمهورية أرض الصومال موسى بيهي عبدي، خلال زيارة تفقدية لسوق واهين، أن قرابة 28 شخصاً، تسعة منهم نساء أصيبو، مضيفاً إنه «لم ترد تقارير عن سقوط قتلى».
وأكد أن الحكومة ستخصص مليون دولار للمساعدة في الاستجابة العاجلة للكارثة. وأفاد رئيس غرفة التجارة في هرغيسا جمال عيديد، أن الخسارة هائلة كون السوق تمثل 40 إلى 50 في المئة من اقتصاد المدينة.
وقال باشي علي أحد تجار السوق: «خسرت كل شيء الليلة، فهذا الحريق كان الأكبر الذي شاهدته في حياتي».
وأضاف: «كان لديّ العديد من الأعمال التجارية في السوق، وكلها احترقت، وتحولت إلى رماد».
وناشد عضو مجلس مدينة هرغيسا عبدالرحمن عبدي الجميع تقديم المساعدة، قائلاً: «أطلب من كل من سمع عن هذه الكارثة تقديم المساعدة: فرق الإطفاء والجيوش الوطنية ووسائل الإعلام وسكان هرغيسا». وأعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وأعضاء حكومته عن تعاطفهم مع أرض الصومال، التي كانت محمية بريطانية في السابق. وكتبت الوزيرة المكلفة شؤون إفريقيا فيكي فورد على «تويتر»: «نتواصل من كثب مع سلطات أرض الصومال وشركائنا الدوليين ووكالات الإغاثة العاملة في البلد، وننظر في نوع المساعدة الضرورية». وأعرب رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد عن «صدمته وحزنه» تجاه الحريق الذي تسبب في «خسائر لا تحصى»، على حد قوله. من ناحيتها قالت منظمة الهجرة الدولية في الصومال، في تغريدة، إن تداعيات الحريق المدمر طالت آلاف الأشخاص بينهم عمال مهاجرون، متعهدة التعاون مع السلطات لمساعدة الناس.