في ظاهرة غريبة أفزعت السكان، انقلبت السماء في أجزاء من ولايات داكوتا الجنوبية ونبراسكا ومينيسوتا وإلينوي الأمريكية إلى اللون الأخضر الداكن الأسبوع الماضي، كما لو كان مشهدا من أفلام الخيال العلمي، لكنها ظاهرة حقيقية نتنج عن نظام عاصفة يسمى “ديريتشو”، تحدث غالبًا عبر الأجزاء الوسطى والشرقية من الولايات المتحد، لكن كيف حولت العاصفة السماء إلى اللون الأخضر؟
العاصفة التي ترافقت مع هبوب رياح سرعتها حوالي 140 كيلومترًا في الساعة، قطعت خطوط الكهرباء وتسببت بسقوط بعض الأشجار، لكن ما أفزع السكان حقا هو تحول السماء إلى اللون الأخضر، وهي ظاهرة تكاد تكون نادرة الحدوث، حتى زعم العديد من مطاردي العواصف ذوي الخبرة أنهم لم يشهدوها من قبل.
فما هي عاصفة “ديريتشو”؟ ولماذا حولت السمات إلى اللون الأخضر؟
ما هي عاصفة “ديريتشو”؟
تُعرِّف خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في الولايات المتحدة “ديريتشو” (derecho) على أنها “عاصفة رياح واسعة النطاق مستقيمة الحركة وطويلة العمر مرتبطة بـ مجموعة سريعة الحركة من العواصف الرعدية الشديدة، والمعروفة بنظام الحمل الحراري المتوسط الحجم”.
أما الاسم، فله أصول إسبانية من كلمة “la derecha” وتعني مستقيم، فعلى عكس الإعصار الذي تدور فيه الرياح، فإن ديريتشو هي عاصفة تتحرك بخط مستقيم دون أي دوران في رياحها. تقطع هذه العواصف مئات الأميال وتغطي مساحة شاسعة.
يحدث “ديريتشو” بشكل عام خلال فصل الصيف، بحيث تبدأ من أواخر الربيع في شهر مايو، ويزداد تكرارها خلال شهري يونيو ويوليو، كما تم تسجيل حدوثها في الطقس البارد أيضًا. ومع ذلك ، فإن “ديريتشو” أمر نادر الحدوث مقارنة بأنظمة العواصف الأخرى مثل الأعاصير الدوارة.
تُصنف العاصفة على أنها “ديريتشو” إذا كانت سرعة هبات الرياح لا تقل عن 93 كم في الساعة، وتمتد رقعة تأثير الرياح لأكثر من 400 كم.
وقد كانت عاصفة “سوبر ديريتشو” في 8 مايو 2009 في الولايات المتحدة، واحدة من “أغرب عواصف ديريتشو التي تمت ملاحظتها وأكثرها كثافة على الإطلاق”، حيث اجتاحت المناطق من كانساس إلى كنتاكي مع سرعة رياح تصل إلى 170 كم / ساعة.
لماذا تحولت السماء إلى اللون الأخضر؟
يمكن للعواصف الرعدية الشديدة أن تحول السماء إلى اللون الأخضر بسبب تفاعل الضوء مع كمية المياه الهائلة التي تحتويها، ومع أن سبب ظهور اللون الأخضر مع العاصفة ما يزال غير مفهوم تماما، لكن يُعتقد أن ما يحدث هو تشتت الضوء عبر قطرات المطر الكبيرة وحبات البَرَد، باستثناء الأطوال الموجية الزرقاء، إذ يخترق الضوء الأزرق أسفل سحابة العاصفة، فيتحد هذا اللون الأزرق مع الطيف الأحمر والأصفر الذي يغلب في السماء فترة ما بعد الظهر، فينتج عن هذا الاتحاد اللون الأخضر.