تُعرف الأعاصير والعواصف المدارية بأنها منطقة من الضغط الجوي المنخفض تنشأ فوق المياه الاستوائية وتنتقل بعدها لتضرب اليابسة محملة برياح قوية وهطولات غزيرة، لكن كيف يتم تحديد إن كانت الحالة المدارية هي عاصفة أو إعصار؟
العواصف والأعاصير المدارية
تتشكل العواصف والأعاصير المدارية عبر حالة تُعرف باسم الاضطراب المداري، التي تظهر بدورها فوق المياه الساخنة عندما تجتمع هذه الظروف:
- درجة حرارة سطح الماء فوق 26.6 درجة مئوية.
- أجواء مشبعة بالرطوبة.
- اضطراب مداري يؤدي إلى رياح عاتية.
- يتطور الاضطراب المداري مع استمداد طاقته من الطاقة المحررة من تكاثف بخار الماء الناتج عن سطح المياه الدافئة.
ما الفرق بين العاصفة والإعصار؟
- أولاً: سرعة الرياح
يتحوّل الاضطراب المداري إلى عاصفة عندما تتجاوز سرعة الرياح 63 كيلومتراً في الساعة.
وتتحول العاصفة المدارية إلى إعصار عندما ترتفع فيها سرعة الرياح فوق 118 كيلومترا في الساعة.
- ثانياً: الشكل البنائي
بعدما يبدأ نظام الإعصار بالدوران بشكل أسرع وأسرع، يتكون شكل يشبه العين في مركز الإعصار وتصبح السحب أكثر سمكاً، أما العاصفة فلا يوجد “عين” في مركزها.
- الضغط الجوي
يكون الضغط الجوي السطحي في وسط الإعصار منخفضا للغاية.
أدنى قراءة ضغط مسجلة على الإطلاق لإعصار (Typhoon Tip ، 1979) هي 870 مللي بار (mb).
ومعظم الأعاصير لديها متوسط ضغط يبلغ 950 مللي بار، أما العواصف فيزيد فيها الضغط الجوي عن 985 مللي بار، وترتبط سرعة الرياح في الإعصار ارتباطاً مباشراً بالضغط السطحي للعاصفة.
كيف يتكون الإعصار المداري؟
يعرف الإعصار المداري بأنه رياح عاصفة وسُحب تدور في دوامية مغلقة في منطقة من الضغط الجوي المُنخفض تترافق برياح عاتية، وتنشأ فوق المحيط الأطلسي أو الهادئ أو الهندي بين مداري السرطان والجدي.
ويُسمى الإعصار المداري “هوريكين” (Hurricane) عندما يتكون في المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادئ،
و”تايفون” (Typhoon) عندما يكون غرب المحيط الهادئ،
و”سيكلون” (Cyclone) في المحيط الهندي.
وتنشأ الأعاصير الاستوائية عندما يتبخر الماء الدافئ من المحيط ويرتفع الهواء المشبع بالبخار إلى أعلى، ما يخلق نظاما لضغط منخفض يمتص الهواء من المناطق المحيطة، وعندما يرتفع البخار، يبرد ويتكثف في نطاقات السحب التراكمية. وينمو هذا النظام ويدور بشكل أسرع، ويمتص المزيد من الهواء ويستمد الطاقة من مياه البحر التي تم تسخينها بواسطة الشمس.
وتدور الأعاصير الاستوائية شمال خط الاستواء عكس اتجاه عقارب الساعة بسبب دوران الأرض، وينقلب اتجاهها في نصف الكرة الجنوبي. وتنشأ في الوسط، “عين” هادئة من الاضطرابات، حيث يغرق الهواء البارد باتجاه منطقة الضغط المنخفضة للغاية أدناه، وتحيط به رياح متصاعدة من الهواء الدافئ.
وكلما زادت سرعة الرياح، انخفض ضغط الهواء في الوسط وتصبح العاصفة أقوى فأقوى.
وتتميز هذه الأعاصير بمركز ضغط منخفض وعدد كبير من العواصف الرعدية التي تؤدي إلى رياح قوية دورانية وأمطار غزيرة و فيضانات.
وعادة ما تضعف الأعاصير المدارية عندما تضرب اليابسة لأنها لم تعد تتغذى من التبخر الناتج عن البحر الدافئ، فتتراجع إلى عاصفة.
إعداد: م. هايل هاشم الفتيح – المركز العربي للاستعداد للكوارث