بحث اجتماع افتراضي ــ عن بعد ــ نظمه المركز العربي للاستعداد للكوارث في الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر مع المختصين في إدارة الكوارث في جمعيات الهلال الأحمر بالخليج العربي؛ آليات التعاون بين الطرفين لتطوير استراتيجيات التنبؤ بالكوارث قبل وقوعها للتخفيف من حد تداعياتها؛ وأبدى المختصون في الهلال الأحمر السعودي والهلال الأحمر الكويتي والهلال الأحمر البحريني استعدادهم للتعاون مع المركز العربي للاستعداد للكوارث في (آركو) في وضع استراتيجية متكاملة لتطوير آليات إدارة الكوارث في الوطن العربي؛ مؤكدين على ضرورة دعم المركز بالمعلومات المطلوبة ليكون مرجعية أساسية لإدارات الكوارث في الجمعيات الوطنية؟
استهل الأستاذ حسن الأديب مساعد المشرف على المركز العربي للاستعداد للكوارث الاجتماع بتقديم عرض عن أهداف المركز وما حققه من إنجازات؛ وقال : تابع المركز انتشار فيروس كورونا منذ بداية تفشيه؛ وكان يعد تقريراً يومياً عن الجائحة باللغتين العربية والإنجليزية يتضمن عدد حالات الوفاة والاصابة والتعافي؛ ثم تابع انفجار مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس 2020 من خلال نشرة يومية وتقرير عن آخر الاحصائيات والأضرار البشرية ؛ ورصد استجابة جمعية الصليب الأحمر اللبناني للكارثة؛ وما قدمته جمعيات الهلال الأحمر الإماراتي والقطري والبحريني والجهات الأخرى مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من مساعدات للبنان؛ وكذلك في كارثة فيضانات السودان استمر المركز في رصد الاحتياجات وعدد الوفيات والاصابات والمنازل التي تدمرت جزئياً أو كلياً ونفوق المواشي؛ إضافة لرصد أضرار كوارث الفيضانات في السودان خلال الفترة من 2005 إلى 2018.
وأضاف أن المركز يسعى لمساعدة الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في إنشاء مراكز للاستعداد للكوارث وإدارتها؛ حيث أن بعض الجمعيات ليست لديها مراكز؛ وتبليغها بأي كارثة تكشفها أجهزة الرصد لدينا لعمل اللازم لدرء أخطارها؛ وتشكيل فرق لتقييم الكوارث فيها ؛ وتعزيز التعاون بين الجمعيات والمركز لنشر ثقافة التنبؤ بالكوارث وإدارتها.
وبيّن أ. الأديب أن المركز أنشأ موقعاً إلكترونياً يتضمن التقارير الدولية والنداءات والبيانات الإنسانية؛ وسيكون لكل جمعية حساب خاص للدخول عبره إلى الموقع ونشر أي تقارير أو استجابة لأي كارثة.
من جهته قال الأستاذ عبدالله الحمد المشرف على المركز: نسعى إلى أن يكون المركز مرجعية للجمعيات الوطنية وتعزيز مشاركتها في تطوير إدارة الكوارث في الوطن العربي ومنها كارثة فيضانات السودان؛ ما يحتّم علينا جميعاً كجمعيات وطنية أن نكون على قدر أكبر من الاستعداد لرصد الكوارث والتنبؤ بها قبل حدوثها للتخفيف من تداعياتها؛ فلنتعاون مع المركز ليكون فاعلاً في الاستجابة للكوارث؛ ويسعدني أن أشكر الهلال الأحمر الكويتي الذي أرسل لنا فريقاً ظل معنا لمدة شهر كامل تم خلاله تبادل الخبرات بين الطرفين؛ ولتعزيز عمل المركز في تطوير أداء الجمعيات الوطنية في إدارة الكوارث؛ سبق أن طرحنا في اجتماع سابق معها أن تحدد كل منها ضابط اتصال لتعزيز التواصل معنا لتبادل الخبرات فيما بينها حيث أن لكل جمعية مزايا معينة يمكن أن تستفيد منها الأخرى.
أما الأستاذ ماجد السيحاني بمركز إدارة الكوارث في هيئة الهلال الأحمر السعودي فقد ثمّن جهود المركز؛ وتساءل : هل لدى المركز آلية معينة متبعة لتحليل المخاطر كما هو الحال في الهلال السعودي؟ وهل هناك فريق في المنطقة العربية لتحليل المخاطر في نطاق جغرافي محدد ؟ وإلى أي مدى يمكن استخدام نظم المعلومات الجغرافية في التنبؤ بالكوارث؟ مؤكداً استعدادهم للتعاون مع المركز في أداء عمله.
وأجابه أ. الحمد قائلاً: نحن في المركز نستخدم تقنيات الأقمار الصناعية ونعمل مع شركة “إيزي” لتحليل المخاطر بشكل أساسي؛ ونتواصل مع مجموعة “إيماك” في هذا الشأن وسبق أن عقدنا معها اجتماعاً؛ والأسبوع القادم سنسافر إلى بيروت وسيكون لنا لقاء معها؛ اضافة لذلك لدينا اتفاقيتين مع الاتحاد الدولي لتقنية الاتصالات والمنظمة العربية للاتصالات لخدمة عمل المركز وتطويره.
وعقب أ. السيحاني قائلاً: عمل المركز يثلج الصدر واشتراكه مع شركة ” إيزي” لبناء نماذج للتنبؤ بأي كوارث يؤدي إلى نتائج جيدة ؛ ويمكن أن يستفيد المركز من دراسة أعدها الهلال الأحمر السعودي للتنبؤ بأخطار الملاريا في أثيوبيا.
وعلق أ. الحمد : أكيد حيث أننا مهتمون بهذا الأمر في ظل وجود توقعات بانتشار الملاريا من خلال توالد البعوض في المياه الراكدة.
وقال الأستاذ يوسف المعراج مدير إدارة الكوارث في جمعية الهلال الأحمر الكويتي: نأمل أن يقدم المركز للجمعيات الوطنية توصيات ليستفيد منها في التعرف على كيفية التدريب المطلوب في مجالات التطوع والقانون الدولي الإنساني وإدارة الكوارث والتنبؤ بها؛ وسأكون والأخت إيمان رابطي اتصال لتعزيز التواصل معكم؛ ولكننا حالياً مشغولين بكارثتي السودان ولبنان.
وأعرب أ. الأديب عن شكره للهلال الأحمر الكويتي على زيارة فريق منه إلى الأمانة العامة للمنظمة العربة للتباحث حول أهداف المركز؛ مضيفاً زارنا فريق من الهلال الأحمر السعودي؛ وكانت هناك خطة لزيارة فريق من الصليب الأحمر اللبناني إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك ودون استضافة بقية الجمعيات الوطنية لنتناقش معها ونتبادل الخبرات من أجل تطوير أعمالنا جميعاً؛ مشيراً إلى أن الدورات التدريبية في المنظمة من اختصاص مركز الاستشارات والتدريب والتطوع.
من جانبها قالت الأستاذة فتحية التوبلاني رئيس فريق إدارة الكوارث بجمعية الهلال الأحمر البحريني: سعدت جداً بالتعرف على أهداف المركز ونفخر به ونعتز بدوره في الاستعداد للكوارث والتنبؤ بها؛ ونحن مستعدون للتعاون معه بتقديم الخبرة في الدورات التدريبية.
وقال أ. الأديب: نتطلع لصياغة أفكار عن صيغة التفاعل بين المركز والجمعيات؛ وهذا أول اجتماع لنا مع جمعيات الخليج العربي لأهميتها في مواجهة الكوارث سواء من خلال تقديم المساعدات الداخلية أو الخارجية أو تقديم خدمات الاسعافات الأولية؛ ونحتاج لأفكاركم ومقترحاتكم من أجل تجميعها وصياغتها والانطلاق منها في وضع استراتيجية متكاملة لتطوير آليات إدارة الكوارث؛ وننتظر من الجمعيات الوطنية التعاون معنا وتزويدنا بالمعلومات بشكل دوري ليتسنى للمركز متابعة أي كارثة واعداد تقارير بشأنها من أجل تعزيز الاستجابة؛ أما فيما يتعلق بتشكيل فريق أو إنشاء مركز لإدارة الكوارث في كل جمعية فإن هذا لا ينطبق على جمعيات الخليج العربي لأنه أصلاً تتوفر فيها هذه الفرق والمراكز؛ أما الجمعيات الأخرى فلا بد من تحديد آلية تواصل بينها وبين المركز؛ خاصة وأنه سبق أن طلب أمين عام المنظمة العربية من الجمعيات الوطنية في اجتماع معها تحديد ضابط اتصال في كل جمعية لتتواصل مع المركز؛ وتجاوبت بعض الجمعيات وننتظر تجاوب البقية؛ لذلك نسعى من خلال اجتماعاتنا مع الجمعيات التفاعل في هذا الشأن وتحديد ضابط اتصال؛ وندعو المشاركين معنا في هذا الاجتماع تزويدنا بأرقام جوالاتهم من أجل إنشاء مجموعة واتساب للتنسيق بين مراكز الاستعداد للكوارث في الجمعيات وبين المركز وتبادل المعلومات وتزويدكم بأي تقارير.
وأستطرد قائلاً: نسعى إلى إعارة المختصين في إدارة الكوارث من الجمعيات إلى المركز من أجل تبادل الخبرات؛ وقد بدأنا في تنفيذ هذه الخطوة مع الهلال الأحمر السعودي والهلال الأحمر الكويتي والصليب الأحمر اللبناني؛ ونعمل حالياً على حصر خبراء إدارة الكوارث في كل بلد عربي؛ ونأمل أن تتعاون معنا الجمعيات في حصرهم وتزويدنا بمعلومات عنهم ؛ حيث أنه يمكن أن يكونوا أعضاء فاعلين في المركز ودعم تطويره.
وعقب الحمد : نعمل على تعزيز التعاون المشترك مع الجمعيات الوطنية من خلال ثلاث مستويات الأول أن يكون تعاونا عن بعد؛ حيث يرشح المركز مختصين في الجمعيات وتوفير أدوات للتواصل معهم؛ ونشير هنا إلى أنه في هذا المستوى هناك تعاون كبير في صياغة التقارير الخاصة برصد كل حدث يصير في العالم أو في المنطقة العربية خصوصا إذا تسبب في وفيات أو أضرار كبيرة مثل كارثة مرفأ بيروت سابقاً وكارثة الفيضانات حالياً في السودان وموريتانيا؛ وهذا المستوى عبارة عن مشاريع ننفذها بشكل مشترك؛ وحالياً نعد تقارير عن كارثة فيضانات السودان ويمكن ترشيح مختص من أي جمعية من الخليج العربي للتشاور حول تحديد نقاط لنعمل عليها ؛ أما المستوى الثاني فهو المشاركة من داخل المركز لتطوير العمل فيه بإرسال خبراء من الجمعيات الوطنية ؛ والمستوى الثالث وهو الأكبر أن تكون عندنا مشاركة ميدانية ؛ وننتهز فرصة تواجدنا في لبنان الأسبوع القادم للالتقاء مع زملائنا في الهلال الأحمر الكويتي في الميدان من أجل صياغة التقارير التي نعدها من هناك ؛ وهم يشاركون معنا بتوفير المعلومات والاستجابة ؛ ولا بد أن المشاركة الميدانية تعني أننا نعمل كفريق عربي مشترك من المركز والجمعيات يعمل على تحديد الاحتياج الفعلي للاستجابة ؛ وكما تعرفون أن أكبر مشكلة عند وقوع الكارثة تتمثل في رصد الاحتياج ؛ ما يحتم ضرورة عملنا الميداني للتأكد من حجم الكارثة وإدارتها ميدانياً ؛ وتستطيع الجمعية أن تختار أي مستوى من هذه المستويات أو جميعها أو تكون المشاركة من بعد حتى ينتهي وباء كورونا ويفتح السفر من جديد.
وأضاف هذا المركز هو انعكاس لجهودكم ومقترحاتكم لتطويره ونحن نحاول توفير البرامج المطلوبة فقط نحتاج للتعاون في صياغة المخرجات.
وتحدثت الأستاذة إيمان حيدر منسقة بمركز إدارة الكوارث في جمعية الهلال الأحمر الكويتي قائلة : طرحتم مواضيع تحتاج لاجتماعات على مدار أيام حتى يتم التعليق عليها؛ وأفيدكم أننا سبق أن عملنا مع (آركو) عام 2012 عندما كان الدكتور عبدالله الهزاع أميناً عاماً للمنظمة وأشهرنا آنذاك مركز العمليات في الهلال الأحمر الكويتي؛ كما نقلنا قاعدة بياناتنا إلى المنظمة ؛ ولكن كما تعلمون أن أية مذكرة تفاهم موقعة بين طرفين تحول دون نقل أي معلومات إلى طرف ثالث سواء كانت خاصة بالزلازل أو أي كوارث أخرى؛ وأذكر أننا في عام 2014 وجهنا كل الخبراء المعنيين بإدارات الكوارث للمشاركة في اجتماع تكنولوجيا المعلومات.
وثمّنت أ. إيمان جهود المركز العربي للاستعداد للكوارث في إعداد التقارير سواء الخاصة بكارثة لبنان أو السودان؛ وأشادت بمنصة (معكم) الإلكترونية ؛ وقالت: نحن مستعدون لمشاركة المركز في جهوده وتقديم أي معلومات يحتاجها في أداء عمله؛ وأرى أن تساهم الادارات الإعلامية في الجمعيات الوطنية بتوفير المعلومات المطلوبة لإعداد التقارير الخاصة بالكوارث؛ ونتطلع لموافاتنا برؤية مفصلة للمركز حتى نستطيع مساعدته؛ وأن يحدد بالضبط ما يطلبه من الجمعيات الوطنية.
وعقب أ. الحمد قائلاً: إن المركز يشتغل مع الجمعية الوطنية؛ والدليل على ذلك كارثة الفيضانات في السودان كان الهلال الأحمر السوداني يتواصل معنا أولاً بأول ويزودنا بالاحتياجات والأضرار؛ كذلك الصليب الأحمر اللبناني تعاون معنا كثيراً في تأمين المعلومات المطلوبة؛ نحن لا نحتاج المعلومات الموجودة في الشبكة العنكبوتية؛ بل نحتاج إلى معلومات دقيقة من أجل صناعة تقارير تفيد الجمعيات الوطنية المستجيبة للكارثة؛ نحتاج إلى أفكار ومقترحات للاستفادة منها في صناعة التقارير بشكل جماعي.
وعقب الأديب: إن بداية المشوار تبدأ بخطوة ؛ ولا بد أن ننطلق لتحقيق طموحاتنا؛ ويهمنا معرفة المختصين في إدارة الكوارث في الجمعيات الوطنية العربية؛ وسبق أن طرحنا هذا الموضوع في اجتماع الأمانة العامة للمنظمة مع جامعة الدول العربية؛ ونأمل أن نبدأ في حصر المختصين في ادارات ووحدات الكوارث في الجمعيات الوطنية العربية.
توصيات الاجتماع:
ــ السعي إلى إنشاء إدارات أو مراكز لإدارة الكوارث في الهيئات والجمعيات الوطنية.
ــ تعزيز التعاون بين المراكز والجمعيات الوطنية لنشر ثقافة التنبؤ بالكوارث.
ــ دعم المركز العربي للاستعداد للكوارث في الأمانة العامة للمنظمة بالمعلومات ليكون مرجعية أساسية لإدارات الكوارث في الجمعيات الوطنية.
ــ تعزيز جهود التنبؤ بالكوارث في الوطن العربي قبل وقوعها للتخفيف من تداعياتها.
ــ إثراء استراتيجية إدارة الكوارث بتبادل الخبرات بين المركز والجمعيات الوطنية.
ــ تفعيل استخدام نظم المعلومات الجغرافية في التنبؤ بمخاطر الكوارث.
ــ السعي إلى بناء أحدث الأنظمة للتنبؤ بمخاطر الكوارث.
ــ وضع رؤية حول صيغة التفاعل بين الجمعيات الوطنية والمركز للارتقاء بخبرات التنبؤ بالكوارث.
ــ وضع استراتيجية متكاملة لتطوير آليات إدارة الكوارث.
ــ رصد المختصين في إدارة الكوارث بالجمعيات الوطنية للاستفادة من خبراتهم.
ــ تحديد 3 مسارات للتعاون بين المركز والجمعيات الوطنية هي : التعاون عن بعد ؛ المشاركة بإرسال خبراء إلى المركز؛ المشاركة الميدانية لرصد احتياجات المتضررين من الكوارث.
ــ تعزيز مساهمة الإدارات الإعلامية في الجمعيات الوطنية في توفير معلومات تقارير الكوارث.