موجات الحر الأكثر فتكاً في التاريخ

موجات الحر الأكثر فتكاً في التاريخ

شهد العالم في السنوات الأخيرة تسجيل درجات حرارة قياسية والأعلى في تاريخ البشرية، ومع ذلك، من الناحية التاريخية ، كانت هناك دائمًا موجات حر في جميع أنحاء العالم تتميز بارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مُعتاد مما أدى إلى تسجيل وفيات وخسائر مادية.

 

تشكل موجات الحر خطرا حقيقيا في بعض مناطق العالم وقد تحصد آلاف الأرواح، وغالبًا ما يموت الأشخاص أثناء موجات الحر بسبب الجفاف أو يستسلموا للأمراض المرتبطة بالحرارة مثل ضربة الشمس، ومع زيادة مخاطر هذه الكوارث، من المهم النظر إلى أسوأ موجات الحر عبر التاريخ لتتعلم كيف نحمي أنفسنا في مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، مع توقع أن تصبح موجات الحر أكثر تواترا وتطرفا في السنوات القادمة في بعض أنحاء العالم.

 

وهذه قائمة بأشد موجات الحرارة فتكًا عبر التاريخ:

 

1- موجة الحر في أوروبا عام 2003 

  • التاريخ: 20 يوليو – 20 أغسطس 2003
  • أعلى درجة حرارة: 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)
  • عدد الوفيات: أكثر من 70 ألفا

كان صيف عام 2003 هو الأكثر سخونة في أوروبا منذ عام 1540، أي منذ ما يقرب من 500 عام، قضت الحرارة المرتفعة على عشرات الآلاف في عدة دول أوروبية، تم تسجيل أعلى حصيلة من الوفيات في فرنسا، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى بلغ حوالي 14000.

كانت درجات الحرارة في النهار قاسية ونادراً ما تنخفض حتى في الليل، وتسبب ركود الهواء في تراكم الملوثات والسموم في الأجواء ما اعتبر أحد أكبر أسباب الوفاة خلال موجة الحر، كما كانت ضربة الشمس والجفاف من العوامل القاتلة خاصة لكبار السن، كما كلفت موجة الحر القارة الأوروبية خسائر مادية قدرت بالمليارات بسبب تلف المحاصيل الزراعية وأضرار أخرى.

 

2- موجة الحر في روسيا عام 2010 

  • التاريخ: يوليو – أغسطس 2010
  • أعلى درجة حرارة: أكثر من 37 درجة مئوية
  • عدد الوفيات: أكثر من 56 ألفا

في عام 2010 ، شهدت روسيا أشد موجة حر منذ أكثر من قرن. تجاوزت درجات الحرارة 37 درجة مئوية خلال الصيف، وهو أمر نادر للغاية في روسيا. تسببت موجة الحر في إحداث فوضى في البلاد، بما في ذلك تدمير كمية كبيرة من المخزون الزراعي، واشعال حرائق الغابات التي أدى استنشاق الدخان الناتج عنها في ارتفاع عدد القتلى، ويتوقع العلماء أنه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ستكون دول الشمال مثل روسيا أكثر عرضة لخطر موجات الحر وحرائق الغابات، ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن موجة الحر عام 2010 نفسها كانت على الأرجح بسبب التقلبات الطبيعية وليس تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.

 

3- موجة الحر في شرق الولايات المتحدة عام 1901 

  • التاريخ: يونيو – يوليو 1901
  • أعلى درجة حرارة: أكثر من 42 درجة مئوية (109 درجة فهرنهايت)
  • عدد الوفيات: 9500

قبل حدوث العاصفة الغبارية الشهيرة “Dust Bowl” في ثلاثينيات القرن الماضي ، كانت هذه الموجة الحارة تعتبر الأكثر فتكا في تاريخ الولايات المتحدة. تأثر النصف الشرقي من البلاد بأكمله والممتد من سانت لويس إلى مدينة نيويورك بالموجة الحارة، وارتفعت درجات الحرارة في نيويورك لدرجة أن خيول المدينة انهارت وماتت بأعداد هائلة وقتل 250 حصانًا في غضون أيام قليلة، وفقد ما يقرب من 10000 شخص حياتهم في أعقاب موجة الحر التي استمرت شهرين.

 

4- موجة الحر في أمريكا وكندا عام 1936 

  • التاريخ: يوليو 1936
  • أعلى درجة حرارة: 49 درجة مئوية
  • عدد الوفيات: 6000

في عام 1936، اجتاحت موجة الحر أمريكا الشمالية بعد أن شهدت المنطقة في ذات السنة أحد أبرد فصول الشتاء المسجلة في تاريخ المنطقة، وبعد سنوات من الجفاف والعواصف الترابية المستمرة، حين ارتفعت درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في 12 ولاية، متجاوزة 49 درجة مئوية في بعض المناطق. وفقاً لما ذكره موقع Washington Post.

كما وصل تأثير هذه الموجة القوية إلى المقاطعات الكندية في أونتاريو ومانيتوبا التي شهدت أيضاً ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة في ذلك الصيف.

 

ومع ارتفاع درجات الحرارة، بدأت معدلات الإصابات والوفيات بالارتفاع بشكل مرعب. على سبيل المثال، في مدينة نيويورك، أصيب 75 خياطاً بشكل جماعي وفي مصنع واحد بالإغماء الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة.

 

وفي مدينة ديترويت، انهار الأطباء والممرضات أثناء علاج المرضى بسبب الحرارة والإرهاق، واكتظت المشرحة بالجثث.
وبحلول نهاية الصيف، مات أكثر من 5000 مواطن أمريكي و1100 مواطن كندي لأسباب مرتبطة بالحرارة أو بسبب الغرق أثناء محاولتهم تبريد أنفسهم في الأنهار والبحيرات.

 

5- موجة حر تضرب الولايات المتحدة عام 1980 

  • التاريخ: يونيو – سبتمبر 1980
  • أعلى درجة حرارة: 42 درجة مئوية (108 درجة فهرنهايت)
  • عدد الوفيات: 1700 – 10000

تعرضت أجزاء من الجنوب والغرب الأوسط من الولايات المتحدة لدرجات حرارة عالية للغاية خلال صيف عام 1980. كانت هذه الموجة الحارة الهائلة واحدة من أطول الموجات المسجلة على الإطلاق، وتشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي عدد الوفيات وصل إلى 10000 شخص مع حساب الوفيات غير المباشرة.

خلال تلك الموجة الحارة، لم تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 32 درجة مئوية لعدة أشهر متتالية في معظم أنحاء البلاد، وسُجلت أضرار بنحو 20 مليار دولار في القطاع الزراعي منها المحاصيل الزراعية المتضررة من الجفاف، ونفوق الماشية، وانتهت موجة الحر مع وصول إعصار آلن.

 

6- موجة الحر في الهند عام 2015 

  • التاريخ: 5 يونيو 2015
  • أعلى درجة حرارة: 48 درجة مئوية (118 درجة فهرنهايت)
  • عدد الوفيات: 2500

بسبب تأخر موسم الرياح الموسمية في الهند، تعرضت البلاد لموجة حر شديدة خلفت الآلاف من القتلى. ارتفعت درجات الحرارة إلى درجة أن شوارع دلهي بدأت تنصهر، مما أثر على وسائل النقل. حثت السلطات الصحية الهندية السكان على اتخاذ احتياطات قصوى أثناء الموجة، وطالبت المواطنين بتزويد الجسم بالمرطبات وارتداء ملابس خفيفة وحمل المظلات للحماية من حروق الشمس. وانتهت موجة الحر أخيرًا مع بدء موسم الرياح الموسمية.

 

7- موجة الحر خلال شهر رمضان في باكستان عام 2015 

  • التاريخ: 18 يونيو – 24 يونيو 2015
  • أعلى درجة حرارة: 49 درجة مئوية (120 درجة فهرنهايت)
  • عدد الوفيات: 2000

اجتاحت موجة حر شديدة معظم أنحاء باكستان في ذروة شهر رمضان حيث المسلمون صائمون عن الأكل والشرب خلال ساعات النهار، وتأثرت مدينة كراتشي بشكل خاص، حيث كان معظم القتلى من هناك والمناطق المحيطة بها. وأصبح الوضع خطيرًا لدرجة صرح رجال الدين للصائمين الإفطار إذا أوصى الطبيب بذلك لحماية صحتهم، وتسبب عدد القتلى الهائل إلى امتلاء مشرحة المدينة لأكثر مما يمكنها تحمله.

 

8- موجة الحر في أمريكا الشمالية الشرقية عام 1896 

  • التاريخ: اغسطس 1896
  • أعلى درجة حرارة: غير معروف
  • عدد الوفيات: 1500

كان صيف عام 1896 مدمرًا للأمريكيين الذين يعيشون على الساحل الشرقي، وخاصة أولئك الذين يعيشون في مدينة نيويورك. خلال منتصف شهر أغسطس ، ضربت موجة حر مدمرة المدينة واستمرت لمدة 10 أيام. تسببت موجة الحر في سقوط آلاف القتلى ، كثير منهم بسبب العيش في مساكن مكتظة وقذرة فاقمت من آثار الحرارة المرتفعة. كان ثيودور روزفلت مفوضًا للشرطة في المدينة في ذلك الوقت ، وكتب عن الظروف المروعة التي شهدها في الشوارع.

 

9- موجة الحر في اليونان عام 1987 

  • التاريخ: يوليو – أغسطس 1987
  • أعلى درجة حرارة: 45 درجة مئوية
  • عدد الوفيات: 1300 – 1500

لقي أكثر من ألف يوناني مصرعهم في صيف عام 1987 بعد موجة حر طويلة اجتاحت المنطقة. أصبح الجو حارًا جدًا في بعض الأحيان لدرجة أن حفاري القبور اضطروا إلى الحصول على الجليد من أسواق الأسماك المحلية لمنع الجثث من التلف قبل أن يتم دفنها. وصلت درجات الحرارة في أثينا إلى 45 درجة مئوية، أي أعلى بكثير من متوسط ​​درجات الحرارة الصيفية في المنطقة، وأدى نقص مكيفات الهواء في العديد من المستشفيات اليونانية إلى تفاقم عدد القتلى، وتضرر كبار السن بشكل خاص. استمرت موجة الحرارة لأكثر من أسبوع قبل أن تعود درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية.

 

10- موجة الحر في الهند عام 2002 

  • التاريخ:  أبريل – مايو 2002
  • أعلى درجة حرارة: 44 درجة مئوية
  • عدد الوفيات: 1200

تم تأكيد ما لا يقل عن 1200 حالة وفاة خلال موجة الحر الوحشية في الهند عام 2002 ، والتي استمرت لأكثر من شهر. ووقعت أكبر التأثيرات في ولاية أندرا براديش الهندية الواقعة في جنوب شرق البلاد. أكثر من 1000 ضحية فقدوا حياتهم خلال أسبوعين فقط ، مما يجعله أحد أكثر الأسابيع دموية في تاريخ البلاد، وكان سبب موجة الحر هو الرياح الجافة من شمال غرب الهند والتي انتشرت في جميع أنحاء البلاد، مصحوبة بدرجات حرارة عالية بشكل استثنائي.

 

11- موجة الحر في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1995 

  • التاريخ:  يوليو 1995
  • أعلى درجة حرارة: 41 درجة مئوية
  • عدد الوفيات: 739

توفي حوالي 215 شخصًا في 15 يوليو 1995 حده، مما جعله أسوأ يوم لموجة الحر في شيكاغو في ذلك العام، وفقد أكثر من 700 شخص حياتهم بنهاية الأسبوع. ظلت درجات الحرارة فوق 32 ​​درجة مئوية لمدة أسبوع كامل، وارتفعت إلى أكثر من 37 لعدة أيام، يُعزى ارتفاع عدد القتلى إلى العديد من العوامل التي سلطت الضوء على عدم استعداد المدينة لكارثة بهذا الحجم. تجاهل الكثير من الناس خطر الحرارة المرتفعة، معتقدين أن التحذيرات من خطورة الوضع مبالغ فيها.

 

Leave a Comment

Your email address will not be published.