مخاطر التغير المناخي

مخاطر التغير المناخي

مخاطر التغير المناخي في رسم بياني واحد

 

سواء أعجبك ذلك أم لا، لابد من الاعتراف بحصول التغير المناخي والذي أيَده معظم العلماء ودور نشاطات الإنسان في مفاقمة حصوله.

يتجادل الكثير من الناس سواء في الوقت الحالي أو مستقبلاً حول التغير المناخي حتى بلغ الجدل أوجه، دون أن يدركوا أنَ الخروج من هذه

السنين المتوقع بأنها أكثر السنين حراً حسب القياسات والتسجيلات، يتطلب التركيز على القضية الهامة هنا وهو معرفة ما يقوم به التغير المناخي

ويحدثه على الكوكب والبشرية.

لتسهيل الأمر ولكي لا يطول الشرح، أصدر العلماء رسماً بيانياً جديداً يُقَيَم جميع المخاطر التي يسببها التغير المناخي في صورة واحدة.

في الواقع هنالك الكثير منهم :

إنَ الصورة السابقة هي نسخة محدثَة من الرسم البياني الشهير ” الجمر المحترق burning embers ”

الذي أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «Intergovernmental Panel on Climate Change» في عام 2001.

إذ قام سبعة عشر باحثاً بفحص الرسم البياني السابق وتحديثه بأخر مستجدات العلوم لتكون النتيجة الرسم البياني الموجود في الأعلى.

 

لنوضح ما يقوله الرسم البياني :

يظهر في الرسم البياني كيف تتأثر خمسة عوامل رئيسية بوضوح عند ارتفاع درجات الحرارة.

في جهة اليسار يبين ميزان الحرارة درجة الحرارة السائدة في الفترة الواقعة ما بين عام 1986 وعام 2005،

أما من جهة اليمين فيبين ميزان الحرارة فيها مستوى درجات الحرارة السائدة قبل الثورة الصناعية.

من خلال النظر إلى جهة اليمين، أي ما بين عامي 2003 و 2012، نلاحظ بالفعل ارتفاعاً طفيفاً على تقديرات درجات الحرارة،

كما أننا على مقربة درجة كاملة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

تبين الأشرطة الموجودة في الرسم البياني خمسة أسباب مختلفة تستدعي الانتباه، كما تبين كمية الخطر الإضافي الذي يمكن أن يُحدثه التغير المناخي.

فعلى سبيل المثال، هناك:

  •  المخاطر التي تواجه النظم المهددة و الفريدة ( الحيوانات المهددة بالانقراض و النظم البيئية).
  •  المخاطر المرتبطة بالظواهر الجوية الشديدة ( الفياضانات، العواصف، الأعاصير، موجات الحر).
  •  المخاطر المرتبطة بتوزع التأثير« Impact Distribution» ( يعكس هذا حقيقة تأثر بعض المجموعات بشكل أكبر من غيرها، بناءً على مكان المعيشة أو الحالة الإجتماعية والإقتصادية).
  • المخاطر المرتبطة بالتأثيرات الإجمالية العالمية ( ويقصد بها أي شيء يمكن قياسه و تحديده بشكل عالمي مثل الأرواح المفقودة و الأضرار المالية و الأنواع المعرضة للخطر).
  •  المخاطر المرتبطة بالأحداث الفريدة واسعة النطاق ( مثل إذا كان الغطاء الجليدي غرب القطب الجنوبي ينهار بالفعل أو إذا كان ذوبان القطب الشمالي مفيداً).

 

يشير اللون الأرجواني في كل شريط إلى الخطر الإضافي المرتفع جداً الذي يسببه التغير المناخي،

بينما يشير اللون الأحمر إلى المرتفع و الأصفر إلى المتوسط في حين يدل اللون الأبيض على عدم القدرة على كشف الخطر.

سلط فريق العلماء أيضاً الضوء على بعض المخاطر الخاصة داخل كل شريط، بحيث ترتبط بمفتاح في الأسفل

ومثل ذلك الشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي و نظم القطب الشمالي فجميعها تقع ضمن حيز اللون الأرجواني

وذلك عند الإرتفاع بمقدار درجتين فوق درجات الحرارة بين فترة 1986 و 2005 والزراعة و صحة الانسان.

يعكس كل حرف مجاور لكل من الرسوم التوضيحية الصغيرة مدى ثقة العلماء بالتنبؤ بخطورة الأمر،

إذ يشير حرف (م ) إلى المتوسط و حرف (ع) إلى المرتفع .

أما الدوائر الملونة الصغيرة الموجودة في الأسفل فتتلائم مع عدة أسباب تستدعي الانتباه.

**ترجمة الجدول في الأسفل.

قد تبدو RFC4 و RFC5 أقل وضوحاً بقليل مقارنة بمخاطر الظروف الجوية الشديدة والتهديدات التي تتعرض لها الأنواع،

لكنها أكثرهم إثارة للقلق لأنها تدل على التغير العالمي.

وهذا ما أدى إلى جعل العلماء تضعها ضمن الثقة المتوسطة، كما يتنبأ العلماء بأنه

إذا طرأ تغير بمقدار زيادة درجتين فوق درجات الحرارة المسجلة

للفترة بين عام 1986-2015 سوف يؤدي ذلك إلى فقدان الصفيحة الجليدية لكل من جرينلاند و غرب القطب الجنوبي،

ولا يجهل أحد تبعات هذا الأمر التي من أهمها الارتفاع الهائل في مستوى سطح البحر الذي سيؤثر على كوكب الأرض أجمعه.

إنه حقاً رسم بياني جميل ومخيف في الوقت ذاته خاصة عند معرفة ما يقوله جيداً، لكن لن يكون أحد سعيداً

عند معرفته أنَ الشعاب المرجانية والزراعة

والسلاسل الجبلية تعاني وتتكبد حتى عند درجات الحرارة السائدة هذه الأيام.

حسب قول العلماء فإننا قد وصلنا إلى نقطة اللاعودة مع التغير المناخي إلا أنَ الوقت حان لوقف الشعور بالذنب

والبدء بإلقاء نظرة فاحصة على ما يخبئه هذا الكوكب،

لأن الطريقة الوحيدة للمحافظة عليه هي معرفة ما يمكن توقعه.

 

*الجدول:

المخاطر الرئيسية الشاملة:

  • خطر الوفاة، الإصابة، اعتلال الصحة، إعاقة المعيشة وكسب الرزق في المناطق الساحلية المنخفضة والجزر النامية الصغيرة وغيرها

من الجزر نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر أو فيضان السواحل أو العواصف العارمة.

  • خطر اعتلال الصحة الشديد و إعاقة المعيشة وكسب الرزق لسكان المدن الكبيرة نتيجة الفيضانات في بعض المناطق.
  • المخاطر الناتجة عن الظروف الجوية القاسية والشديدة والمؤدية إلى تدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية

كالكهرباء و المياه وخدمات الصحة والطوارىء.

  • خطر الوفاة والمرض خلال فترات الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة خاصة بالنسبة لسكان المدينة الضعفاء وللعمال

الذي يعملون خارجاً في المناطق الريفية و المدن.

  • خطر انعدام الأمن الغذائي وانهيار الأنظمة الغذائية المرتبط بالفيضانات والجفاف و الحرارة و اختلاف كمية الهطول أو شدته خصوصاً

بالنسبة لذوي الدخل المحدود في كل من المدينة والريف.

  •  خطر فقدان المعيشة و كسب الرزق في المناطق الريفية والدخل نتيجة عدم كفاءة الحصول على مياه الشرب والري وقلة الاانتاجية الزراعية،

خصوصاً لدى المزارعين و رعاة الماشية ذووي الدخل المحدود في المناطق شبه القاحلة.

  • خطر فقدان الحياة البحرية والنظام البيئي الساحلي والتنوع البيئي و الفوائد والخدمات و الوظائف المسخرة لكسب الرزق في السواحل خصوصاً

بالنسبة للمجتمعات القائمة على الصيد في المنطقة القطبية الشمالية والمناطق المدارية.

  • خطر فقدان كل من النظام البيئي الأرضي والمائي والتنوع البيئي و منتجات النظام البيئي ووظائفه وخدماته التي تعد أساساً للعيش وكسب الرزق .

 

ــ

المصدر: Nature Magazine

إعداد: م. هايل هاشم الفتيح – المركز العربي للاستعداد للكوارث

 

 

 

Leave a Comment

Your email address will not be published.