نظر البشر آلاف السنين الى القمر الفضي ليلًا ولم يكن يبدو كهذه الصورة المذهلة، التي تُظهر تفاصيل دقيقة للقمر بعد عمل شاق لأكثر من سنتين، نتيجة التعاون بين المصور الفوتوغرافي أندرو مكارثي وعالم الكواكب كونور ماثيرن.
تتكون هذه التحفة من أكثر من 200 ألف صورة التُقطت في ليلة واحدة وجُمعت معًا كفسيفساء بحجم 174 ميجا بكسل، يظهر فيها القمر مشوبًا باللون الأحمر والأزرق المعدني مضاءً من الجهة اليمنى المقابلة للأرض.
وضّح مكارثي في تغريدة له على تويتر أن البقع الحمراء نتيجة تأكسد الحديد والفلسبار مع ذرات الأوكسجين القادمة من الأرض.
قد تبدو الألوان عكس ما هي عليه لأن العين البشرية غير حساسة كفاية لرؤيتها، لكنها فنيًا هي ألوان القمر الحقيقية، لذلك عدّل مكارثي الصورة بزيادة تشبعها لإبراز الألوان على نحو أفضل.
التقط مكارثي عشرات آلاف الصور لكل زاوية وحفرة على سطح القمر، وهو مصور متخصص، بينما ماثيرن عالم كواكب ومصور للفضاء السحيق يلتقط الصور من ولاية لويزيانا.
قال كل من مكارثي وماثيرن إن مهمة ناسا لإعادة البشر إلى القمر لأول مرة منذ عام 1972 هي التي ألهمتهم لهذا العمل الفني.
هذه ليست المرة الأولى التي يقدّم فيها هذان الثنائيان صورًا مذهلة للقمر والأجرام السماوية بألوان رائعة.
كتب مكارثي في تغريدة على تويتر: «هذه الصورة هي رسالة حب لمهمة أرتميس-1 القادمة وهي أول مركبة إطلاق قمرية منذ 50 عامًا».
من المقرر إطلاق أول معلم رئيسي في هذه المهمة في 29 أغسطس، وهو رحلة تجريبية غير مأهولة لنظام الإطلاق الذي سيرسل رواد الفضاء إلى الجانب البعيد من القمر، وتخطط مهمات أرتميس هبوط رواد الفضاء بالقرب من البقع المظللة للقمر دائمًا.
قبل عامين شارك الثنائي أول صورة مجمّعة للقمر والتي بدت باهتة مقارنة بأحدث صورهما، ومع ذلك أذهلت المشاهدين في ذلك الوقت.
نشر مكارثي عام 2019 صورة رمادية للقمر محاطًا بالضوء ويطفو في الفضاء، تُذكرنا هذه الصورة إلى حد ما بصورة شروق الأرض الشهيرة التي التقطها رائد الفضاء بيل أندرس في مهمة أبولو 8.
مع أن هذه الصور بعيدة المنال بالنسبة إلى البشر على سطح الأرض، فإنها ليست كذلك بالنسبة لمكارثي وماثيرن اللذان يستخدمان المعدات الأساسية، مثل: الكاميرا ومتتبع النجوم والحامل ثلاثي القوائم.
قال مكارثي: «إن الأمر يتطلب الكثير من الصبر للتوصل إلى نتائج رائعة ويمكن لأي شخص فعل ذلك لكن الأمر يتطلب مزاجًا خاصًا».
المصدر: Science Alert