أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية ستطلق مع باكستان الثلاثاء رسميا نداء لجمع تبرعات لتمويل مساعدات طارئة للبلد الذي يواجه “فيضانات تاريخية”، في وقت ارتفعت فيه حصيلة الضحايا منذ يونيو/حزيران إلى 1136 قتيلا. وقال وزير التخطيط الباكستاني إن بلاده بحاجة لأكثر من 10 مليارات دولار لإصلاح وإعمار ما دمرته الفيضانات التي أعادت للأذهان كارثة 2010 الأسوأ في السجلات عندما قضى أكثر من ألفي شخص.
تطلق الأمم المتحدة والحكومة الباكستانية رسميا الثلاثاء نداء للحصول على تبرعات قيمتها 160 مليون دولار لتمويل مساعدات طارئة لباكستان التي تعرضت لفيضانات تاريخية، حسبما أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الإثنين.
وأعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أنطونيو غوتيريس عن قلقه خلال مؤتمر صحافي، وقال: “سيزداد الوضع سوءا مع استمرار هطول الأمطار”. وأضاف أن الأمم المتحدة “جمعت بالفعل سبعة ملايين دولار من طريق إعادة توجيه الأموال من برامج أخرى خصوصا، لتمويل الحاجات الأكثر إلحاحا”، والغذاء والمياه والمعدات الطبية والمأوى.. كما تم تخصيص ثلاثة ملايين إضافية من قبل صندوق الأمم المتحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.
من جهته، قال وزير التخطيط الباكستاني إحسان إقبال الثلاثاء إن بلاده بحاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإصلاح وإعادة بناء البنى التحتية المتضررة جراء الفيضانات المدمرة الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة. وأوضح: “لحقت أضرار هائلة بالبنى التحتية وخصوصا الاتصالات والطرقات والزراعة وسبل العيش”.
ويواجه الملايين في مناطق شاسعة من باكستان فيضانات ناجمة عن الأمطار الموسمية هي الأسوأ خلال عقود وأودت بـ1136 شخصا على الأقل وجرفت أعدادا لا تحصى من المنازل ودمرت محاصيل زراعية حيوية وهي تهدد بفيضان النهر الرئيسي في البلاد.
في السياق، أعلنت وزيرة التغير المناخي شيري رحمن أن ثلث مساحة البلاد “تحت الماء حاليا” ما يمثل “أزمة ذات أبعاد لا يمكن تصورها”. وأضافت الوزيرة: “كل (البلد) مجرد محيط كبير، ليس هناك مكان جاف يسمح بوضع المعدات لسحب المياه”.
وأفادت هيئة إدارة الكوارث الإثنين أن 1136 شخصا لقوا حتفهم منذ يونيو عندما بدأ هطول الأمطار الموسمية، مضيفة أن 75 شخصا قضوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ولا تزال السلطات تسعى للوصول إلى قرى معزولة في الشمال الجبلي، بعدما اجتاحت مياه الأنهر التي فاضت عن ضفافها طرقا وجسورا.
وطالت أضرار الفيضانات هذا العام أكثر من 33 مليون شخص، أي واحدا من كل سبعة باكستانيين، حسبما ذكرت نفس الهيئة.
والأمطار الموسمية التي تستمر عادة من يونيو إلى سبتمبر أساسية لري المزروعات ولموارد المياه في شبه القارة الهندية لكنها تحمل سنويا كما من المآسي والدمار.
وتقارن فيضانات هذه السنة بمثيلاتها في 2010، الأسوأ في السجلات، عندما قضى أكثر من ألفي شخص. ولجأ ضحايا الفيضانات إلى مخيمات إيواء موقتة انتشرت في أنحاء البلاد، حيث لا يخفون يأسهم.
المصدر: أ ف ب + رويترز